لمحات فى حياتى مع النساء

قرأت أبنة لى بعض اللمحات الخاصة عن حياتى منشورة فى أماكن متفرقة، وأنهالت على طلبا أن أنشرها هنا، وفيها ما كنت أخفيه لمجاهيله، خاصة ما يخص النساء فى حياتى.
قالت البعض يتخيلك شيخا عجوزا لم تقابل أمرأة فى حياتك ولم تكن شابا يوما ولك مغامراتك.
فقررت أن أنشر بعض اللمحات الحافرة فى حياتى مع بعض النساء، علنى أعلن للجميع اننا من النساء قد نتعلم دروسا أكبر مما نتخيل.
وأتخذت قرارا أن أنشرها فى كل مكان أعلانا منى بأنى يوما كنت شبابا وتجرينى ماء حياة، وأنى تعلمت ومازلت أتعلم فى ردهات عالم النساء، فأعذرونى أن تخيلت نفسى فارسا فى عالمهن وأتيتكم بما كان منهن فى حياتى على حلقات، ليعلم الجميع أننى لست بواقفا على بر الإلتزام بالسهل، وما تعلم أبيكم أن ينصح إلا بعد شجار طويل مع الحياة.
ولنبدء مباشرة وبكل صدق والله يعلم وأرى أرائكم جميعا فيها وهل أواصل أم لا.

إمرأة (1)
تارا الأسبانية
*****
القت بى الأيام فى صباى لبعثة علمية ستة أشهر فى أسبانيا
فحملت فى جعبتى كل صباى وصبوتى وصبابتى وبعض تقاليد وأعراف وقيما فى قاع الجعبة وعزمت الرحيل لبلاد الأندلس.
وكان من نصيبى فى الرفقة فى موضوع البحث هناك (تارا)
وما أدراك ما تارا
فتاة تمشى على الأرض تعلن عن إبداع الله
لا يملك من يراها إلا أن يتمتم تبارك الخلاق العظيم
بلون الزجاج عيون أكبر من بحيرة تاوا
وشفاة فى كل اللحظات تستشعرها تقبلك، أو على الأقل ترغب فى قبلة، لونها ما بين الأحمر والوردى ولم أكن أعلم أن بينهما درجة.
بشرة اسبانية تعلن عن توليفة لكل عشاق الألوان،
فهى فتاة سمراء وبيضاء وشقراء فى آن واحد ، تعطيك اللون الذى تفضله، تراه كما تشتهى،
لذا لم أستطع أن أصنفها أبدا ما لونها.
جسد غريب لا أعرف كيف أعبر عنه وما تطلع شيخ لمحاولة التعبير عنه إلا خانته الكلمات وفجر.
تمشى فتشعر أن البحر عموديا يتراقص،
أتتخيلون كيسا بلاستيكيا مملوءا بالماء على منضدة تهتز هو جسدها،
يتناثر منها موسيقى تعزفها أنهار الجسد الصارخ فيك تأمل.
جسد يخرج لسانه لمن يمر ،
إن كنت رجلا هاك نظرة، فأشتعل، وأتقد، وأنتحر كمدا.
جسد فواح يلقى عبيرا فى كل مكان
يالله كلما تذكرتها أتعجب من تلك المعزوفة الحية
أمرأة فاتنة فارعة هيفاء مجدولة القوام غريبة التكوين،
أعلان عن إبداع الله.
ولأنى محظوظ دوما بالنيران كانت فى رفقة بحثى.
وبالطبع انهالت على تارا كل عيون الصحبة من كل بقاع العالم.
وأنا بالطبع ككل الصحبة كنت أهيم برؤيتها، لكنى أتمسك ببعض القيم الإيمانية،
فالحب لديهم يعبر عنه بالمضاجعة، وما كنت لأصل لهذا الحد.
فأخترت البعد عن النيران بكل ما أستطيع، سوى سرقة بعض النظرات حتى أغسل روحى من هم البحث والإستذكار.

مر الشهر وتاليه
وفى الشهر الثالث فى أحدى صباحات أسبانيا جائتنى تارا قائلة: إزت يا عربى
أأنت قوى؟؟
فلم أنطق
قالت: شكلك غربى أو أسبانى
فقلت لها من أعمق أعماقى عربى
فقالت هل تلبس فى بلدك جهاز منع الفهم
(فأستنبطت بأنها تقصد العقال)
فقلت لها بل ألبس وأليق فى لباس جهاز منع الفهم الخاطىء، فهو الذى يمنع عنا فهما يلقينا فى صحبة (الثيران).
فابتسمت من حدة ردى وبوادر غضبى
ولا أخيفكم سرا ما أبتسمت حتى تبخرت أنا وتصاعدت هناك عند السحاب منتشيا كالأبله،
ومن أين لى أن أقاوم سادتى.
فأنتهزت تلك الفرصة وكشرت عن جمالها وقالت:
ألا أعجبك؟
ألا تضعف؟
هل تسخر من كل جمالى؟
فقلت :نعم
فبكت .........
فتعجبت من تلك المعزوفة ما بين جمال ورقة.
أو تبكيها كلمة ،
لنا الله يا عرب من نساء لا تبكيها لكمة بل تردها إليك وهى مبتسمة.
لكنى بكل جراءة تزرعت بخيلائى وغادرت الموقف منتصرا محزون القلب من الداخل يتقطع ويذوب حنقا على نفسى التى أبكت ذاك القمر.
مر الشهر الرابع والخامس دون حديث ما بين نظرة سرقة منى لها علها تطفأ ظمأ القلب العربى العاطش لإبداع المرأة، وبين نظرات متابعة مجهولة منها لى مبهمة المعنى لدى.
وفى الشهر السادس جائتى متخذة قرارا بالخوض فى ،
فأوقفتى ذات مساء
فقالت أعرف أن ليس لديكم أى نساء، فلا تدعى التشبع أيها الهمجى
وبأبتسام المنتصر قلت لها :لها يمنعنى حيائى وصف جمال نساء العرب، لكنى إن وافقتك فيكفينا أن لدينا رجال
فقالت فى سخرية تقتل : رجال؟؟؟؟؟
قلت : نعم وأى رجال
قالت : وفلسطين ؟
فبكيت
فرحلت منتصرة فى خيلاء